رغم ان علي جمال يونس لا يتجاوز عمره الـ23 عاما، الا ان انجازاته على صعيد الروبوت تسجل له، حيث انه عمل على تصنيع اكثر من واحد في اكثر من مجال، آخرها لأجهزة طبية منها أطراف اصطناعية للذين يفقدون أيديهم وأرجلهم حيث يتم وصلها بالاعضاء المقطوعة لتعمل مكانها، كما يعمل حاليا على تطوير جهاز آخر يقيس نسبة الكهرباء في القلب بحجم صغير، ويمكن العمل عليه من خلال الانترنت وارسال المعلومات مباشرة الى الطبيب المتابع.
علي يونس من مدينة صور مواليد 5 ايلول 1994، يدرس الآن اختصاص طب الاسنان في بيلاروسيا، وهو اخذ هذه المهنة عن والده طبيب الاسنان الدكتور جمال يونس، الا انه يؤكد لـ"النشرة" انه "سجل في اختصاص طب الاسنان في بيلاروسيا، ولكن فكرة الروبوت لم تنتهِ من رأسه"، مشددا على انه لن يوقف الاختراعات وسيستمر بالعمل على ذلك، مع العلم ان تمويل هذه المشاريع خاص ومن دون اي مساعدة من اي جهة رسمية او خاصة.
يذكر ان علي وفي عمر الـ16 سنة فاز بالمرتبة الاولى عن لبنان حول اختراعه "المدفع الكهربائي"، في المباراة التي اقامتها "الهيئة الوطنية للبحوث والعلوم" لفئة "النموذج التشغيلي" في قصر الاونيسكو بمشاركة 259 مشروعا من 145 مدرسة رسميّة وخاصة من كل المناطق اللبنانية، كما نال المرتبة الثالثة عن "المشاريع الالية" عن اختراعه "الغواصة الالية". كما حاز على منحة دراسية من جامعة اللويزة "NDU". كما نال علي في السنة التالية أيضاَ في نفس المباراة بالمرتبة الاولى عن اختراعه "الدبّابة" و أيضاَ منحة ثانية من نفس الجامعة.
وفي حديثه الى "النشرة" يوضح علي ان فكرته تعود الى تاريخ اول الثورات العربية والارهاب في المنطقة، ولذلك خطرت له فكرة ان يعمل على شيء يكافح ظاهرة الارهاب، وقد توصلت الى اختراع دبّابة روبوت عسكرية "STD" وهي اختصار لمصطلح "Sentry Tactical Drone" تقوم بوظيفة الجندي وتساعده في المعركة وتخفّف من الخسائر البشرية. واوضح ان هذا الروبوت يقوم بعمل تلقائي دون تشغيل من قبل العسكري في المعركة بفضل ذكاء صناعي، واوضح انه لم يكن لديه قبل ذلك اي خبرة بالبرمجة والهندسة والميكانيك، الا انه "خلال فترة 6 اشهر بدأت اتعلم فكرة الروبوت وتصميم القطع وتركيبها وكيفية صناعة القطع الكهربائية من الصفر، وقمت بتصميم الروبوت ودراسته وتطبيقه. وبعد اول روبوت عملت على تصنيع آخر جديد خلال 10 اشهر، وهو كان الجيل الثاني من روبوت "STD" ويحمل رأسا على شكل مدفع ويتتبع الاهداف تلقائيا ويتصدى لها، ويمكن ان يتم وضع رأسه الذكي على الطائرة او الدبّابة او على مبنى، وهذا نظام يعمل لوحده، واوضح انه خلال هذه الفترة كانت هناك سيارات متفجرة وعمليات ارهابية في لبنان، حينها تمت اضافة عمل لهذا الروبوت هو تعطيل المتفجرات والعبوات، وتمّت تجربته بنجاح في تفجير العبوات.
ويؤكد علي يونس ان معظم مشاريعه لم تلقَ دعما من احد، وقد حول منزل والده في مدينة صور الجنوبية الى مصنع حيث عمل على تصنيع انجازاته العلمية، آملا ان يتم الاستفادة منها في المستقبل من قبل الجهات المعنيّة نظرا لكلفتها غير الكبيرة مقارنة بنظيراتها، كما انه يمكن العمل عليها وتطويرها لخدمة الاهداف الوطنية.
من طالب مدرسة الى مطوّر "روبوت"، ورغم ان دراسته حاليا هي طب الاسنان الا ان حلمه في موضوع الـ"روبوت" لم يتوقف وهو مستمر في التصنيع، على آمل ان نصل في لبنان الى مرحلة يمكن ان نستفيد خلال من هذه الطاقات الشابة في المجتمع وتسخيرها لخدمة الاجيال القادمة.